هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلىَ اللهُ عَليهِ وَسَلَم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد المرسلين
وإمام المتقين نبينا محمد وعلى جميع إخوانه من النبيين
والمرسلين وعلى ءاله الطيبين
أيها الناس اتركوا الغفلة قبل الموت
أيها الناس اتركوا الغفلة قبل الموت فكّروا يا ناس كم ستعيشون
وماذا أعددتم لقبركم وءاخرتكم إلى متى تعيشون فى الغفلة
ولا تشتغلون بطاعة ربكم
• ماذا تنتظرون ؟ فجأة الموت ؟؟
• إلى متى أناس لا يصلون؟
• إلى متى أناس لا يقللون الكلام؟
• إلى متى تتركون مجالس علم الدّين وأنتم إليها محتاجون؟
• إلى متى تغتابون المسلمين؟؟
• إلى متى تؤذى امرأة زوجها؟ ألا تفكر فى قوله صلى الله عليه وسلّم”
لا تؤذى امرأة زوجها فى الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين
لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا
“ألا تفكّر فى حديث ”أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها إلا دخلت الجنة
“وفى قوله صلى الله عليه وسلم ”أيما امرأة باتت وزوجها غاضب عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح
“يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: ”أعظم الناس حقا على المرأة زوجها“
• إلى متى يؤذى رجال زوجاتهم بلا حق والرسول صلى الله عليه وسلم يقول
: ”خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى“ ويقول
”إنى أحرّج عليكم حقّ الضعيفين المرأة واليتيم“
• ألا تفكّرون فى الحفرة الضيّقة التى ستنزلون إليها وهى بيت الوحشة
بيت الوحدة بيت الدود
• ألا تفكّرون فى عذاب جهنم السوداء المظلمة
• إلى متى تطلقون ألسنتكم بما يخطر فى بالكم من الكلام الذى لا خير فيه؟؟؟؟؟
• متى ستعملون بحديث”عليك بطول الصمت إلا من خير
فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك“
متى
• إلى متى تتقلبون فى التنعم فى الملذات والشهوات من الطعام والشراب
ومفاخر الثياب والأثاث
والرسول يقول”ازهد فى الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس“
• إلى متى تنامون هذا النوم الطويل
• إلى متى لا تقومون الليل تصلون وتستغفرون وتتوبون وتندمون
• إلى متى لا تصلون الصبح فى وقته
• إلى متى تضحكون ولا تبكون
• تتكلمون ولا تذكرون تأكلون وتتنعمون ولا تزهدون
• تضيعون الوقت فى اللهو ولا تعتبرون
• تعقون ءاباءكم وأمهاتكم ولا تبرّون
• تتركون مجالس العلم وانتم على حضورها قادرون
• تتركون مساعدة الفقراء وأنتم تشبعون
• تطيب أنفسكم بصرف المال الكثير لشهواتكم الزّائلة
وعن نصرة الدّعوة الى الله بالكلام والمال تحجمون
فيا لكم من غافلين
• متى ستعتبرون وترجعون وتبكون وتتوبون وتستغفرون وبالليل تتهجّدون
• متى فى الله ستتحابون
• متى عن الغيبة وإيذاء المسلمين تتوقفون
لكن الأمر كما قال سيدنا علىّ:
”الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا“
تنتظرون رؤية عزرائيل وقد جاء لقبض أرواحكم فاذكروا الآن عند ذلك
ماذا ستقولون وماذا ستفعلون وكيف ستتصرفون إذا كنتم على ما أنتم عليه الآن؟؟؟؟؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
""الكَيّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجِزُ
من اتبع نفسه هَواهاُ وتمنى على الله الاماني""
الكيّس " الانسان الذكي الفطن " .
فَضّلُ الذينَ يتَحَابُّونَ في اللهِ
الذينَ يتَحَابُّونَ في اللهِ تبَاركَ وتعَالى يومَ القِيامةِ يُظِلّهم اللهُ في ظِلِّ العَرشِ،
يومَ القِيامَةِ لا يُوجَدُ إلا ظِلُّ العَرشِ،هذِه الأَرضُ تتَبدّلُ لا يَبقَى جَبلٌ ولا وهْدَةٌ،
كُلُّها هكَذا ،كُلُّ الأرضِ هكَذا لا يُوجَدُ عَليهَا شَجرٌ ولا كُهُوفٌ
هذِه الأرضُ تُدَكُّ دَكًّا،الجِبالُ تَصِيرُ كالغُبارِ تَطِيرُ في الجَوّ ،
اللهُ تَعالى يَنقُلُ البَشرَ في ذلكَ الوقتِ إلى ظُلمَةٍِ في جِهةِ الصّراط ،
يُحمَلُونَ بقُدرةِ اللهِ تبَاركَ وتعالى،ثم بَعدَما تُبدَّلُ الأرضُ غَيرَها
يَرُدُّهم اللهُ إليهَا، فلا يكونُ على الأرضِ مَكانٌ مُنخَفِضٌ ولا مكَانٌ مُرتَفِعٌ
ولا أَشجَارٌ ولا مَساكِنَ ، ولا يُظِلُّ الإنسانَ ذلكَ اليومَ إلا عَملُه ،
الذينَ أرَادَ اللهُ لهم الرّاحةَ والسّلامةَ مِن حَرّ الشّمسِ ذلكَ اليوم
يكونونَ تحتَ ظِلّ العَرشِ مُنفَصِلين عن الناس،
الناسُ الذينَ في الدّنيا يتَحابُّون لوجهِ الله ليسَ للمَال ولا للهَوى
ولا للقَرابةِ بل حُبّا في اللهِ، اللهُ تَعالى يُسلّمهُم مِن حَرّ الشمسِ،
ذلكَ الحَرُّ على الكُفّار يصِلُ عَرقُ كلِّ واحدٍ مِنهُم إلى فمِه
لا يتَجاوَزُ عرَقُه إلى غيرِه يَكادُ يموتُ،لكن لا يموتُ لا يُوجَد مَوتٌ في الآخِرةِ،
مَهمَا تَعذّب الإنسانُ يَبقَى وهوَ في عذَابِه في ألَمِه لا يُوجَدُ مَوتٌ ،
في الدُّنيا إذا إنسانٌ أَحرَقَتْهُ نارٌ يمُوتُ وإذَا قُطِعَ بحَدِيدَةٍ يموتُ
وإذا ضُرِبَ برصَاصَةٍ يمُوتُ،وبعضُ المسلِمينَ العُصَاة الذينَ مَاتُوا بلا تَوبةٍ
يَحصُل لهم ذلكَ لكن ليسَ إلى حَدّ عَرقِ الكَافر.
"تَحابُّوا في الله"مَعناهُ يتَعاونُونَ على الخيرِ ليسَ على الشّرّ،
على المعصية ، أولئكَ همُ الذينَ يَكونُونَ في ظِلِّ العَرش،
وبعضُهم الله تعالى يُجلِسُهم على كُرسِيّ مِن نُور،لباسُهم نُورٌ ووجُوهُهُم نُورٌ
وكَراسِيُّهم نُورٌ،هؤلاء مِن خَواصّ عِبادِ الله الأتقياء،
التّحابُّ في الله فيهِ خَيرٌ عَظِيم في الآخِرة ، بالمصَافاة ليسَ بالغَشّ.
هذا لا يُشجّعُ أخَاه على الشّر، على المعصية وهَذا لا يُشجّعُه بل يَنهاه،
هؤلاء الذينَ يتَحابُّونَ في الله الذينَ تكُون لهم هذه الدّرجةُ في الآخرة.
أمّا الذينَ تحابُّوا على معصيةِ الله والهَوى أو لأجلِ المالِ ليسَ لهم هذا الفَضلُ،
الذينَ يتحَابُّونَ للمَالِ أو للهَوى أو لتَوافُقِ هَواهُم هؤلاءِ
لا يجِدُونَ في الآخِرةِ ما يَسُرُّهم على تحَابّهِم في الدُّنيا،
بل كانُوا يتَعاونُونَ على المعصيةِ فعَلَيهِم عذابٌ أَليمٌ،
ذلكَ اليوم يفِرُّ هذَا مِن هَذا وهذَا يَفِرّ مِن هَذا،
ذلكَ الأبُ إن كانَ ظَلَم ابنَه يومَ القيامةِ يَفِرّ حتى لا يؤاخَذ بحقّ ابنِه
والعكسُ بالعكس،وإن كانَ الابنُ ظَلَم أبَاه هذا الابنُ يفِرّ،
لكن أينَ المخلَص،أينَ المَخْلَص،لا بُدَّ أن يؤخَذ مِنه حَقُّه،
والزّوجُ والزوجةُ هكذا،والأخُ معَ الأخ هكذا.
قال الله تبارك وتعالى:الأخِلاءُ يومَئذٍ بَعضُهُم لبَعضٍ عَدُوٌّ إلا المتَّقِين"
معنى هذِه الآيةِ أنّ الأخلاءَ الذين يكونونَ أصدقاءَ في الدُّنيا
يكونُ بعضُهم لبَعضٍ عَدُوّ إلا المتقينَ أي إلا الذينَ يتَعاونُونَ على الخير،
أي إلا الذينَ يتَمسّكُونَ بشريعَةِ الله تمَامًا فلا يغُشُّ بَعضُهُم بعضًا.
سِوى هؤلاء النّاس الذينَ يتَعاونُونَ في الدنيا على المعصِية بَعضُهم لبعض عدوٌّ،
مَهمَا كانت صدَاقتُهم في الدنيا قويّةً
يومَ القيامةِ عَدُوٌّ،هذا عدُوٌّ لهذا وهَذا عَدُوٌّ لهذا لأنّه يَعرفُ هناك،
كلُّ بعضٍ لبعضٍ عدُوّا.
************ ****
قَالَ اللهُ تعالى:"وَللهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى"
أَيْ للهِ الْوَصْفُ الَّذي لا يُشْبِهُ وَصْفَ غَيْرِهِ